الخيمياء...أم الكيمياء ؟؟

الخيمياء...أم الكيمياء ؟؟

مقدمة :

يتألف الجدول الدوري من نحو ٩٠ عنصرًا موجودًا في الطبيعة، انتهاءً بالعنصر ٩٢ وهو اليورانيوم. وأقول نحو ٩٠ لأن هناك عنصرًا أو اثنين، مثل التكنيشيوم، تم إنتاجهما اصطناعيٍّا في بادئ الأمر، ثم تَبيَّنَ فيما بعدُ وجودهما في الأرض بشكل طبيعي.
التفاصيل :
وقد نجح الكيميائيون والفيزيائيون في تخليق بعض العناصر التي كانت ناقصة
ومفقودة فيما بين الهيدروجين ( ١) واليورانيوم ( ٩٢ ). وفضلًا عن هذا، قاموا بتخليق نحو ٢٥ عنصرًا آخَر جديدًا فيما يلي اليورانيوم، وإن كان قد تبيَّن فيما بعدُ مجدَّدًا وجود عنصرأو اثنين من تلك العناصر، مثل النبتونيوم والبلوتونيوم، في الطبيعة بكميات ضئيلة للغاية.
وفي وقت كتابتي لهذه السطور، يُعتبَر أثقل عنصر تقوم عليه أدلةٌ تجريبية جيدة
هو العنصر ١١٨ . كما كان قد تم بنجاح تخليقُ جميع العناصر الأخرى التي بين
. العنصرين ٩٢ و ١١٨ ، وفيها العنصر ١١٧ الذي أعُلِن عنه في أبريل عام ٢٠١٠
وقد تضمَّنت عمليةُ تخليق الكثير من العناصر البدءَ بنواة ذرة معينة، وقذفها
بجسيمات صغيرة بهدف زيادة العدد الذري؛ ومن ثَمَّ تغيير هوية النواة المستخدَمة. وفي زمن أحدث من هذا تغيَّرت طريقةُ التخليق لتتضمَّن تصادُمَ أنوية ذراتٍ أوزانُها كبيرةٌ،ولكن أيضًا بهدف تكوين نواة أكبر وأثقل.
بصورةٍ جوهريةٍ ما، انحدرت جميع العمليات التخليقية الاصطناعية هذه من تجربة
حاسمة مهمة أجراها رذرفورد وسودي عام ١٩١٩ بجامعة مانشستر. ما فعله رذرفورد
وزملاؤه هو قذف أنوية ذرات النيتروجين بدقائق ألفا (أيونات الهيليوم)، ونتج عن ذلك أن نواة الهيدروجين تحوَّلَتْ إلى نواة عنصر آخَر. كما نتج عن هذا التفاعلِ نظيرٌ للأكسجين، وإن كان العالمان لم يدركا هذا في بادئ الأمر؛ وبهذا حقَّق رذرفورد أولَ عملية تحويل لعنصرٍ ما إلى عنصر مختلف تمامًا. تحوَّل حلم الخيميائيين القدماء إلى واقع، واستمرَّتْ هذه العملية العامة في إنتاج عناصرجديدة حتى وقتنا هذا.





تعليقات