مقدمة المدونة

مقدمة المدونة

أستطيع كتابة رواية من عشرات الصفحات ولكني  لا أبدع في تأليف المقدمات ،   ذلك أنّ  أصعب ما في الروايات هي المقدمات ، وقد أردت في هذه المدوّنة أن أشترك أنا و القارئ في تجربة شيقة  تشجعه على المطالعة وتقنعه بأن الأدب و الكتابة جزء جميل من ذاته لا ينفصل عنه ، وبذلك يكون القارئ صديقا مميزا لي ، يستمع لأفكاري ، وأُسعد بدعمه ، أمّا صديقي فهو غريب لكنّ اسمه مألوف للجميع ، يحلّق عاليا في الكون أين يرى النجوم و الكواكب و المذنبات وأشكال عجيبة  أحبها على قلبه كوكب المريخ أين يكاد يقسم أنه توجد مخلوقات فضائية تعيش على سطحه ، ويعرف كل كوكب باسمه وان لم يعرف أطلق عليه اسما جميلا من عنده معبرا عن الرومانطيقية و الميتافيزيقيا التي تعلمها في المدرسة والتي تجتاح ذاته  وتهز كيانه وتصل به في نهاية المطاف إلى منطقة متكونة من مجموعة من العواصف والطاقات الهائلة التي تنفجر و تزمجر وتهدر مكونة  مشهدا تذهل له الأبصار فيرتعد من هول ما شاهد ويعود ليرى ثقوبا سوداء غير عادية, أبعاد جديدة تكونها وخاصيات عديدة  لعل أهمها امتصاص الضوء لكن رفيق عمري سرعان ما يعود للأرض أين يتذكر  أن عليه واجبات أن ينفذها و يتقيد بها :
 مجموعة هائلة من الأعداد و العمليات و الحسابات المعقدة التي لا حصر لها لا يكاد ينهيها حتى تنقض عليه بأخطائه إذ أن الجبروت للجبر والعظمة للتحليل (analyse) فلا يجد المسكين حلا إلا اللجوء لي فيطول الحوار بيننا حول كل شيئ :  
- أريد ترك هذا المكان و التحليق بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت.
- لكن الواقع يحيط بنا وفي بعض الأحيان يجبرني على أن أتخلى عنك. 
-أتتخلى عني وأنا الذي صعدت بك كل تلك القمم في جبال "الهمالايا" و "الالب" ؟
- وهذا غيض من فيض أنت الذي صنعت لي جبالا مهيبة تنحدر من قممها سيول من المياه تسقي الزرع فتدمر كل الصناعات وأكاذيب الاقتصاد و السياسة والمجتمع وأنت الذي أقررت  السلم بدل الحرب والشفاء بدل المرض والغنى بدل الفقر.
-إذن أنت من تنطبق عليه كل صفات الخيانة والنفاق و الكذب.
-بل أنت الذي هدمت الحقيقة وان أردتك لا أجدك إلا مقترنا كل الاقتران بالمنطق !
-اللعنة والموت إذن للمنطق !
-بل أنا الذي سأموت دون منطق ! !
-لكن لاتنسى أنا صديقك ! !

-نعم لم أنسى ولن أنسى من تكون...أنت خيالي ! ! !   
  
     


تعليقات