مذكّرات طالب الرّياضيّات
تنهض كلّ صباح خائفا مرتعدا على صوت جرس هاتفك الجوّال العتيق المنافق لا
تفهمه إن كان من نظام "اندرو يد" أو"ميكروسوفت" تعدّ لك أمك
الحليب مع القهوة لتتلذّذ بها مع خبز "الطّابونة" يوم سعدك و تتقزّز
منها و من اليوم الذي ولدت فيه يوم تُعوّض "الطابونة" بخبز البارحة
اليابس,تأكل اللّقيمات الباردة مع الزّيت و قطعة جبن,أسى يتكرّر يوميّا,لعلّه يضّل
للأبد تمضغه بأسنانك الصّفراء التي امتلأت بالجير لالتهابات في لثّتك ورثتها عن
أمك,تتطلّع في المرآة فترى وجها مملوء بحبّ الشّباب و إن اختفى تدريجيّا على مرّ
أكثر من تسع سنين,تصّفف أحيانا شعرك للخلف و أخرى على الجانب الأيمن وان لاحظت بعض
الشّيب تذكّرت نكد أمّك الذي تنشره على مسامعك و مرآك كلّ يوم و آهاتها و تنهداتها
تقصد ملاحظاتها,فتتذكّر السّبب,هو أبوك و وجهه وجسده المقزّزان :
كتلتان من اللّحم المترهّل,قصر في القامة,بشرة سمراء ممصوصة من
الشّمس,يتجمّع هو و هي ليورّثان همّك في وجهك,لتلقي بنضرة أخيرة في المرآة و تتمنى
أن تصير معجزة فتتحوّل لواحد من عارضي الأزياء ذوي الوجوه المتألقة,أو على الأقلّ
تتشبّه بأترابك من الشّباب,عبر تصفيفه شعر "مارين" المكتنزة بالشمع المكوّيّ
على نار الآلات الالكترونيّة للحلاقة .
تلبس قمصانا محترمة,لتقتل رغبتك
في ملابس فضفاضة و تقتل احترامك لنفسك ليحلّ مكانه احترام الآخرين على حساب راحتك,نفاق
تمارسه و فمك الحبيس بالصّراخ يكاد ينفجر على غرار كذب من حولك .
تنزل من الطّابق الثّاني نحو الأوّل و صوت طرطقة حذائك على مسامعك و مسامع
الطّابق الأوّل,صحراء لم تمطر عليها السّماء منذ سنين,تنظر إليها نظرة خاطفة و
تنطلق نحو أدغال الغباء و المهازل.

تعليقات
إرسال تعليق