لنتابع الجزء الثّاني من قصّة الأوراق المبعثرة

الأوراق المبعثرة(الجزء الثاني)




واصل الكاتب رحلته،بعد قسط من الراحة، لقد تنفس الصعداء ،بعد هذا العناء الأبدي الأزلي،ألم العودة للوراء ألم الغوص في أعماق الحقيقة البسيطة المخفية وراء جبال من غموض الكلمات و العبارات و الجمل الكاذبة الخادعة المراوغة.
حقّق،بعد ساعات من العمل،انجازا عظيما بترتيب عديد الكتب و المجلات و الجرائد و العقود و خاصة الأوراق المبعثرة التي لازال العديد منها مرمي بعشوائية ظاهرة لكن بنظام لا متناهي الدّقة حسب قوانين الطبيعة والفيزياء،ومن خلال العشوائية برز الإبداع فكل وثيقة تمر بيدي كاتبنا هي قدح من قبس نار الثورة ،ثورة لم يعهدها الفكر ،تمرّ هذه الوثائق مرور ماء النهر إلى البحر منسابا بسلاسة و بطبيعية،لتصفي ذهن الكاتب و تجدّد أفكاره.
عثر صدفة على ضالّته، بعد وقت قصير، فالكاتبون عامة يستغرقون وقتا طويلا ليجدوا مادة دسمة لكتبهم، على عكسه تماما فهذه الوثيقة بالغة الأهمية:
»عقد للعمل في "متحف الحلّة"،بعد أحداث العراق والحرب الدامية التي طالت فيها«
خدمة في غاية النّبل للوطن،كيف لا و هذه المدينة تزخر  بنفائس عديدة للحضارة البابلية مثل حمورابي و حدائق بابل المعلقة ...
كم كانت تلك اللّيالي ساحرة,فالعمل رغم مشقّته صار جزء لا يتجزأ من نفسه فهو في تجانس مثاليّ بين الماضي البعيد و ذخره بالنفائس و الحاضر مليء الأحداث ,و همزة الوصل هي السّماء المكتنزة بالنّجوم التي أخفت في تلألؤها أسرار البشر من قصص غراميّة و  علوم فلكيّة و  أساطير عالميّة .

   

تعليقات