لامرتين
مقدّمة :

وكانت الأميرة ده تالمون قد بعثت بنسخة من "التأملات" إلى الأسقف ده تالليران،أعظم رجال السياسة في ذلك العهد، فقرأها في ليلة واحدة وكتب إليها يقول :"أعيد إليكِ أيتها الأميرة، قبل أن أرقد، الكتابَ الصغير الذي أعرتِنِي إياه أمس، ويكفيكِ أن تعلمي أني لم أَنَم، وأني سهرت إلى الساعة الرابعة من الصباح أقرأ هذا الكتاب وأعُيد قراءته. لستُ نبيٍّا أيتها الأميرة، على أني أؤكد لك أن وراء ذلك الشعور المتدفق من هذه القصائد رجلًا، وسنتحدث عنه بعد."
وقال تيوفيل غوتيه:"إن التأملات الشعرية هي أعظم أثر شعريٍّ ظهر في هذا العصر.إنها لنفس عذب ومحيٍ معًا، لا، بل هي خفقان أجنحة تلامس الأرواح! فالشبان والفتيات والنساء هاموا بلامرتين حتى أوشكوا أن يعبدوه! وحتى أصبح اسم الشاعر منطبعًا على
جميع الشفاه. والباريسيون الذين يميلون إلى الشعر أصبحوا منقادين بفطرة الجمال والإحساس إلى ترديد مقاطع من "البحيرة" في مجالسهم و سهراتهم."
المشاريع
الأدبية الكبرى :

وإذ هو في الطرق، تفتَّحت روحه لشعاع داخلي، وراح يحلم بقصيدة رحبة واسعة النطاق يضمِّنها الرقي البشري منذ فجر التاريخ.
قال :"أشعر بأني صرتُ شاعرًا كبيرًا، فلقد بدأتُ أحلم بقصيدة رحبة كالطبيعة،مفيدة كالقلب البشري، رفيعة كالسماء، ولم يبقَ عليَّ إلا أن أنتظر ريثما تُفسح لي السماء في نظمها ."
بقي لامرتين في روما من أواخر كانون الثاني إلى منتصف نيسان، ولقدصرف وقته هذا، تارة في كنيسة القديس بطرس، وطورًا في قصر الدوقة ده ديفونشير، وفي منتصف شهر شباط رُزِق غلامًا سمَّاه ألفونس وعمَّده في كنيسة القديس بطرس بروما … إلا أن الغلام لم يَعِش طويلًا.
وما إن قَدِم الصيف حتى كان لامرتين وزوجته في إكس لوبان، في ذلك الوادي الحبيب
الطافح بتذكارات الشاعر.

أحب أشعار لامارتين
ردحذف